
شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على أن إيران «لن تتردد» في الدفاع عن نفسها «بكل ما أوتيت من قوة» في حال تجدّد العدوان، معتبراً أن واشنطن وتل أبيب أفشلتا مسار التسوية الدبلوماسية مع طهران.
وفي مقابلة نشرتها صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، قال عراقجي إن «الحرب الإسرائيلية على إيران دمّرت الدبلوماسية، لكن بإمكان الولايات المتحدة إحياؤها إذا أرادت». وأضاف أن التقدّم الذي أُنجز خلال خمس جولات تفاوض مع واشنطن في غضون تسعة أسابيع «فاق ما تحقق خلال أربع سنوات من المفاوضات مع إدارة بايدن الفاشلة».
وأوضح وزير الخارجية الإيراني أن طهران كانت مستعدة للتوصل إلى تسوية كبرى تشمل «رفعاً كاملاً للعقوبات، وتعاوناً اقتصادياً ثنائياً يُقدّر بتريليون دولار»، مؤكداً أن الجانبين ناقشا «هواجس الولايات المتحدة بشأن مستقبل برنامج التخصيب، وقدّم الطرفان والوسيط العُماني مقترحات رابحة لكلا الجانبين».
وفيما أكد عراقجي تمسك بلاده بالخيار الدبلوماسي، إلا أنه شدد على أن «الدبلوماسية لا يمكن أن تنجح في ظل القصف والتهديد»، مشيراً إلى أن «الشعب الإيراني لن يرضخ، ولا يمكن لأي طرف أن يفسّر التزام إيران بتجنّب الحرب على أنه ضعف». وتابع: «إذا جاء يوم الحرب، سنُظهر قدراتنا الحقيقية ونبدّد كل الأوهام».
ولفت إلى أن «الادّعاءات الإسرائيلية بشأن السلاح النووي الإيراني لا أساس لها»، مذكّرًا بأن إيران، كعضو مؤسس في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، «لطالما أبقت برنامجها سلميًا وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وعن إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات، قال عراقجي إن «إيران تلقت في الأيام الأخيرة رسائل غير مباشرة تشير إلى استعداد أميركي لاستئناف الحوار»، لكنه تساءل: «كيف يمكننا الوثوق من جديد بعد كل ما جرى؟».
وحمّل الولايات المتحدة مسؤولية الاختيار بين مسارين: «هل ستختار أخيراً طريق الدبلوماسية؟ أم ستبقى غارقة في حرب ليست حربها؟». واعتبر أن شعار «أميركا أولًا» الذي أطلقه ترامب «تحوّل في الحقيقة إلى: إسرائيل أولًا»، داعياً الرأي العام الأميركي إلى إدراك «أن بلاده تُدفع نحو حرب مدمّرة لا مصلحة لها فيها».